بل الرفيــق الأعلــى
موعظة بليغة تهز القلوب وتبكي العيون
لفضيلة الشيخ الواعظ:
عبدالله بن محمد عثمان الذماري
– حفظه الله تعالى –
? بـل الـرَّفِـيـق الأعـلـى!
موعظة بليغة تهز القلوب وتبكي العيون.
? مقتطف للشيخ الواعظ:
عبد الله بن محمد عثمان الذماري
حفظه الله تعالى.
? قال حفظه الله.
إذا كان الرسول ﷺ قد اشتدّ عليه الموت، فكيف بغيره؟ كيف بغيره؟
الرسول ﷺ يشتد عليه الموت.!
وانظر: دخل عبد الرحمن بن أبي بكرٍ وفي يده سِواك رطْب فنظر إليه فقالت عائشة آخذه لك؟ قال نعم ،ما استطاع أن يتكلم ما استطاع سبحان الله، الموت إذا نزل على الجسم أوقف حركته وهو رسول الله ،قالت آخذه لك؟ قال نعم ،قالت فأخذته فأعطيته فاشتدّ عليه، أي: كان قاسياً قالت أرطّبه لك؟ قال نعم ،فرطّبته ثم أعطته قالت فاستن استناناً ما رأيته استنّ مثله كأنه يَستاك من أجل أن يلقى الله، ثم قالت نظر إلى سقف البيت ثم قال: “بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى ” ثم مالَت يده ومات ،مات رسول الله ؟ مات رسول الله ﷺ أحب الخلق إلى الله؟ خرج الخبر إلى الصحابة فمِن شدة حبهم له ما صدقوا ،حتى أن عمر يقول: والله ما مات رسول الله ولو اسمعنّ أحدٌ يقول مات رسول لعلوته بالسيف إن رسول الله لم يمت طلبه ربه وسيرجع وليقطعنّ أيدي رجالٍ وأرجلهم، أبو بكرٍ يسمع بهذه الفاجعة العظمى فيأتي من عوالي المدينة فيدخل والناس مزدحمون فيُفسِّح له الناس فيدخل ويجد النبي ﷺ مسجّى ويجده مسجّى ببُرد فيكشف عن وجهه ويقبّله هنيئاً لأبي بكر وهو يقبل النبي ﷺ أما نحن حرمنا يا إخوة من لقائه في الدنيا نخشى أن نُحرم من لقائه في الآخرة لإننا خالفنا كثيراً من سننه نخشى أن يجمع الله لنا بين الحرمانين بسبب تأخرنا عن سنته ،
أبو بكر يُفاجَئ بهذه المصيبة فيكشف عن وجه الرسول فيجده ميتاً فيقبله ويقول بأبي أنت وأمي يا رسول ما أطيبك حياً وميتاً والله لا يُذيقك الله موتتين أما الموتة الأولى فقد مُتّها ،الموتة الأولى قد مُتّها ثم يقول:
لَمّا رَأَيتُ نَبِيَّنا مُتَجدِّلاً
ضاقَت عَلَيَّ بِعَرضِهِنَّ الدُورُ
وارتَعْتُ رَوْعةَ مُستهام والِهٍ
والعَظمُ منّي واهنٌ مكسورُ
أعتيقُ ويْحَكَ إن حِبك قد ثَوى
وبَقِيتَ مُنفرِداً وأنت حسيرُ
يا لَيْتنِي من قبلِ مَهلِكِ صاحِبِي
غُيِّبْتُ في جدثٍ عليَّ صُخُورُ
? يقول يا ليتني مِت قبل أن أشاهد هذا الموقف وقبل أن أنظر إلى الرسول ميتاً ،ليتني مِتُ قبله ووضِعت عليّ الصُّخور قبل أن أرى هذا الموقف الجَللْ، رسول الله يموت وهو أفضل الخلق، فاطمة رضي الله عنها بعد موت أبيها تقول رضي الله عنها واأبتاه أجاب رباً دعاه واأبتاه إلى جبريل ننعاه ،جبريل الذي كان ينزل بين الحين والآخر إلى بيت النبوة سينقطع نزوله بسبب موت رسول الله، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه واأبتاه ،جنة الفردوس مأواه ثم لما دفِن قالت فاطمة رضي الله عنها لأنس يا أنس أطابت نفوسكم أن تحثوا التراب على رسول الله ؟
من هذا الذي تطيب نفسه أن يحثو التراب على الرسول؟ لكن هذه سُنة الله في الخلق ، من هذا الذي يُحب أن يُفارق رسول الله ؟ لكن هذه سُنة الله في الخلق، ولهذا يقول أنس رضي الله عنه لما وصل النبي ﷺ إلى المدينة ما رأيت يوماً أضوأ ولا أنور ولا أبيض من ذلك اليوم فلما مات رسول الله ﷺ ما رأيت يوماً أظلم ولا أسود من ذلك اليوم ،اسودّت الدنيا بوجوه الصحابة عند أن مات رسول الله ﷺ وأظلمت الدنيا في أعينهم من شدة الحزن والأسى.
? يا أمة محمد إذا كان الموت قد أخذ الخِيار فنحنُ سنلتحق، من هذا الذي سيبقى؟ اعدد نفسك في الموتى يا أخي، اعدد نفسك في الموتى ، أنت ستموت والأخيار إذا ماتوا وهم على صلاح فهنيئاً والمصيبة أن نموت ونحن ملوّثون بالمعاصي، لا حفِظنا ألسنتنا ولا حفِظنا أيدينا ولا حفِظنا أبصارنا ولا حفِظنا أسماعنا، نخاف يا أمة الإسلام أن يبدو لنا من الله ما لم نكن نحتسب نخاف أن نُفاجئ بما لم نكن نحتسب ماذا أعددنا للموت ؟أولئِك أعدوا للموت العُدّة ومع ذلك كانوا يخافون عند الموت وقد أعدوا ما استطاعوا من عُدة.أهـ
? لسماع المقتطف↓
•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•
➖➖➖▫➖➖➖
? الموقـع
? قنـاة التيلـيجـرام
https://t.me/aldhamari
➖➖➖▫➖➖➖